الخميس، 27 أكتوبر 2011

خوفك على الآخرين ضوء



سوسن دهنيم

لا نحتاج إلى مدافئ في هذه الأوطان. طقسها الحاد يمنحنا ذلك، وما بعده يمنحنا الجحيم في أجلى وأوضح صوره.

* * *

نريد شمسا. لا نريد جحيما يطول مخلوقات ويتغاضى عن أخرى. لا نريد جحيما لأحد. فطرتنا لن تسعفنا للانحياز إلى تلك الشهوة.

* * *

هذا الظلام الدامس ليس بالضرورة عنوان أزل، هو في العمق من المؤقت.

* * *

المحرضون على الظلام، صم عمي بكم. لا مكان لهم على خريطة الإشهار والعلن والعالم المفتوح.

* * *

لا تكتبك العتمة. يكتبك الضوء ويعلنك النهار الذي تخترعه وان كنت في اللب من الظلام.

* * *

أن تموت انتظارا للنور، خير من أن تعمر في الظلمة.

* * *

في النور لا ترى العدم. ستراه كلما لاح ليل.

* * *

كلما اضطربت أحوال العالم، كلما انحاز إلى شهوة غيابه. كلما انحاز إلى ظلمته.

* * *

الإصلاح، الفنون، المعارف، الحياة عموما، لم تتكبد العناء لتسوق لنا الليل. مهمتها الضوء والشمس.

* * *

سهرك في ليل ترتيب لنهارك. ذلك نهار آخر.

* * *

لا عاطفة في ظلام. لا شعور في قبر. العاطفة، الشعور، ينبعان من الصريح، من المؤثر، مما يدفعك إلى التحول والحركة.

* * *

الظلام انتظار وجمود. الضوء ذهاب وحيوية.

* * *

كل تفاهة ظلام. كل إدهاش ضوء غامر.

* * *

الإساءات، ظلام. المعروف، نهار.

* * *

لا ترى السهول والقمم في الظلام. تراها في صريح الوقت وعلانيته.

* * *

الظلام في أمس الحاجة إلى مصحة عقلية. الضوء في اللب من العقل.

* * *

يمكنك أن تفتقد الوقت والمكان في الظلام. في الضوء لا شيء يبعث على القلق.

* * *

حتى الرصاصة الغادرة لن تستغني عن الضوء لممارسة موهبتها.

* * *

لا خرائط في الظلام. في الضوء لا تحتاج إلى خرائط.

* * *

كل من يستجوب نواياك يحاول أن يمرر عتمته إليك. يحاول أن يتخلص من أعبائه.

* * *

مأساة أن تكون أوهامك النور، ويقينك الظلام.

* * *

خوفك على الآخرين ضوء. خوفك منهم ظلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق