خوفك على الآخرين ضوء
سوسن دهنيم
لا نحتاج إلى مدافئ في هذه الأوطان. طقسها الحاد يمنحنا ذلك، وما بعده يمنحنا الجحيم في أجلى وأوضح صوره.
* * *
نريد شمسا. لا نريد جحيما يطول مخلوقات ويتغاضى عن أخرى. لا نريد جحيما لأحد. فطرتنا لن تسعفنا للانحياز إلى تلك الشهوة.
* * *
هذا الظلام الدامس ليس بالضرورة عنوان أزل، هو في العمق من المؤقت.
* * *
المحرضون على الظلام، صم عمي بكم. لا مكان لهم على خريطة الإشهار والعلن والعالم المفتوح.
* * *
لا تكتبك العتمة. يكتبك الضوء ويعلنك النهار الذي تخترعه وان كنت في اللب من الظلام.
* * *
أن تموت انتظارا للنور، خير من أن تعمر في الظلمة.
* * *
في النور لا ترى العدم. ستراه كلما لاح ليل.
* * *
كلما اضطربت أحوال العالم، كلما انحاز إلى شهوة غيابه. كلما انحاز إلى ظلمته.
* * *
الإصلاح، الفنون، المعارف، الحياة عموما، لم تتكبد العناء لتسوق لنا الليل. مهمتها الضوء والشمس.
* * *
سهرك في ليل ترتيب لنهارك. ذلك نهار آخر.
* * *
لا عاطفة في ظلام. لا شعور في قبر. العاطفة، الشعور، ينبعان من الصريح، من المؤثر، مما يدفعك إلى التحول والحركة.
* * *
الظلام انتظار وجمود. الضوء ذهاب وحيوية.
* * *
كل تفاهة ظلام. كل إدهاش ضوء غامر.
* * *
الإساءات، ظلام. المعروف، نهار.
* * *
لا ترى السهول والقمم في الظلام. تراها في صريح الوقت وعلانيته.
* * *
الظلام في أمس الحاجة إلى مصحة عقلية. الضوء في اللب من العقل.
* * *
يمكنك أن تفتقد الوقت والمكان في الظلام. في الضوء لا شيء يبعث على القلق.
* * *
حتى الرصاصة الغادرة لن تستغني عن الضوء لممارسة موهبتها.
* * *
لا خرائط في الظلام. في الضوء لا تحتاج إلى خرائط.
* * *
كل من يستجوب نواياك يحاول أن يمرر عتمته إليك. يحاول أن يتخلص من أعبائه.
* * *
مأساة أن تكون أوهامك النور، ويقينك الظلام.
* * *
خوفك على الآخرين ضوء. خوفك منهم ظلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق