الاثنين، 26 مارس 2012

بين عطرك والبحر



لأنكَ مررتَ بشاطئنا صباحاً، آثرتُ أن أبحثَ عنكَ بين ذرات رمله الناعم وتحت الأصداف التي تملأه مساءً..

أحاول إحصاء خساراتي وأنا أذرعه بحثاً عن طيفكَ الذي لابد وأن يكون المكان قد احتفظ به؛ ليكون جسراً يوصلني لقلبك الذي تمنَّع عليّ..

أبحثُ عن عطركَ في الموج، أحاول لمسه،، لكنه يفرُّ مني من غير مقدمات، تماماً كرحيلكَ المباغت الذي قررتَه بنفسكَ من دون الإلتفات لوجعي الذي لا تكفي لقياسه كل درجات رختر الألم..

علمتني قطراتُ الماء التي كانت تتعثر بأصابعي كلما حاولت اصطياد عطركَ أن الصيد لا يحسنه إلا من لا قلب له، وأن العطر قد يرحل من المكان لكن الذاكرة تبقى رهينته بالمقدار الذي كنتُ قريبة منه ذات بياض..

أمرُّ بترابٍ مشيتَ عليه صباحاً حافيةً إلا من حنيني إليك،،

أتنهدكَ..

أتنفسكَ..

أناديكَ همساً ...

لكنك تأبى الإجابة.. برغم سماعك النداء..

أحملُ خيباتي، ألملمها، أنتقيها بعناية بعد أن نثرها رحيلكَ مع الموج والريح،،

أعودُ أدراجي إلى بيتي وحيدةً، لا شيء معي سوى قطرات ماء علقت بيدي، وصوت الموج يغريني بتقبيل صورتك على شاشة هاتفي المتنقل الذي شهد كل محادثاتنا واحتوى رسائلنا النصية،،،

أعودُ وأتنفسكَ وجعاً،، وكلما حاولتُ إحصاء دمعاتي التي سكبتها حزناً على فراقك، تخرج من بين الأصداف التي زينت أصيص شجرة البرتقال في مدخل بيتي..

أراكَ بابتسامتكَ التي أحب، وبصوتكَ الحنون الذي طالما منحني أملاً لم يستطع غيرك زرعه في قلبي.. لأنهم لم يلحظوا حالات يأسي..

قلتُ لك سابقاً أن تلك الأصداف التي أهديتنيها ذات بحر، هي عمري قبل معرفتكَ،، لكنني أكتشفتُ أنها عمري الباقي من دونك..

أتهاوى على سريري كما يتمايل الموج على الشاطئ،،

أغمض عينيَّ ،،

لكنه الرعد،، يعود ليقلقني في وحدتي..

تعلم تماما أنني أخاف الرعد وأحتاج لحضنكَ كلما علت زمجرته..

أتوسلكَ حناناً،،

أرجوكَ أماناً ،،

أنتظركَ قبلة من بياض،،

لكنكَ تغادر بصمتٍ كعادتكَ، وأنتَ الذي لم تلتفتْ لحاجتي إليك..

تغادر هذه المرة، لكنكَ لا تنسى أن تأخذ معك صديقي الذي طالما كان لي ملجأ وحنان،،

تغادرني... وتأخذ معك بحري الذي أحب بعد أن صار مرتبطاً بطيفك وهو الذي كان سيد الحضور حين أزوره..
تغادرني وقد خلَّفت لي بقايا أصداف
وحفنة من تراب،،
ورائحة ...
ودمعة حنين..