الأربعاء، 28 أبريل 2010

محمد... الى اللقاء





"لرحيل الصديق محمد البنكي طعم الزقوم"


بالتأكيد افتقدتك كما نفتقدك!
أتعلم من هي ؟
إنها "الملاءات البيضاء والمضادات الحيوية والأربطة المعقمة وأجهزة التخطيط وقياس الضغط وأنابيب نقل الدم وأسلاك القسطرة ومزاجك الإيجابي وتوكلك على الله ومقاومتك ودعواتنا إليك بالشفاء"، هذه الزمرة التي تحدثت عنها ذات مقال آلمنا جميعا وأفجعنا حين قرأناه، فكيف بنا ونحن نستلم خبر رحيلك المفاجئ رغم النهاية الطبيعية لمرضى هذا الـ"خبيث".
سأكتب إليك عنك، وأنت الذي أحببت أن تكتب نعيك بقلمك لينشره مدير تحرير الوطن السابق عبد اللطيف نصار حين أشرت إليه بحفظه لحين اليوم الموعود الذي ما كنا ننتظر.
سأكتب عن صبرك وقوتك، عن تلك الابتسامة التي تشع بالإصرار والتحدي رغم عذوبتها ونبلها.
سأكتب عن قلبك الذي احتوى جميع زملائك في كل عمل تلتحق به، وجميع أصدقائك، ومحبيك.
سأكتب إليك وأنا متأكدة أن روحك ستقرؤها وأن كلماتي ستصل إليك، فالأرواح الطيبة تكون حاضرة عند ذكرها دائما.
ولكن ماذا كنت ستكتب أنت يا ترى في نعيك؟
بالطبع ستكتب أول ما تكب عن روان ولطيفة وفاطمة وجاسم [1] وقبلهم عن أم جاسم التي ما كانت تبارحك لحظة وهي تقرأ القرآن لعل آلامك تهدأ وكلها آمال أن تعود معها إلى البيت لتملأه بحبك، وخفة دمك وحنانك وأنت الذي ما بخلت به على أحد بحاجة إليه.
ستكتب عن لطيفة التي تمنيت أن تحمل طفلها الأول وأنت في صحتك وبكامل فرحك تهمس في أذنها "ابنتي أصبحت أما" كما كنت تحلم.
ستكتب عن جاسم الذي بدا يأخذ ملامح من تحب وتتكون الرجولة لديه، ليكون "رجل البيت من بعدك".
ستكتب عن روان الطفلة التي كبرت على إثر مرض والدها، والتي تعشق حضنك، وترسل إليك أشواقها كلما تأخرت.
ستكتب عن سمير صديقك الذي تحب وترى فيه جمال روح زوجتك ونبلها.
ستكتب عن والدك الذي خانتك ظروف مرضك فلم تنزله لحده، والذي كان القدر رحيما معه فلم ينزلك قبرك.
ستكتب عن مشاريعك المؤجلة وأحلامك الكبيرة وشهادة الدكتوراه والكتب التي لم يكن ينقصها إلا قليلا من الوقت الذي ما كان متوفرا لديك.
ستظل تكتب وسأظل أكتب إليك، وأرسل لرقم هاتفك رسالتي الأسبوعية لأسألك عن أخبارك وأتمنى لك جمعة مباركة.
أشعر بالرغبة في أن أضغط أرقام هاتفك وأرسل لك رسالة الجمعة لتفاجئني بردودك التي لم تكن كالمعتاد.
فهل تصلني منك رسالتي غدا؟
[1] روان ولطيفة وجسم وفاطمة ، أبناء المرحوم