الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

فراشة على كتفي




"اختاري الحب أو اللا حب فجبن منك بألا تختاري"


مخطئا كان نزار حين قال "جبن ألا تختاري"، إذ لم يكن ما أعانيه جبنا بل شيئا من الموت والحياة والتفكك والتشكل والتماهي والتكون والانعدام والوجود..


أن تكون في زاوية يغنيك الهوى شعرا مكتوبا على ورقة استُلَّت من صفحات الجنون، ونصوصا مقروءة بهمس الهواء والموسيقى تتعمد إغراءك بالفرح، فذلك ضرب من الجنان..


ولكن ما إن تفتح تلك الزاوية ضلعا من أضلعها الثلاثة حتى تجد الغيم وقد تشكل كخارطة العالم متحديا فرحك بالقيد الذي أسرك به من تهوى.. معلنا إضراب الساعة عن الدوران..


حين أسكن حالة من الذعر والخوف و "الجبن" دائما ما كانت الأمواج تناديني وهي كذلك حين ينثرني الألم رمادا ، لكنني هذه المرة لم أقو على مواجهاتها خوفا عليها من التبخر لما يعتريني من نار أذابت كل خلاياي ومشاعري وعقلي،، خشيت على الموج من صرخة ربما تدوي في أية لحظة فتشيعه إلى حيث لا قرار .. ربما لأن تلك الحالة هي من سكنتني هذه المرة لا العكس..


لم أجد نوره هناك، ولم أعثر على كفيه التي احتضنتا ذراعي بشوق وفرح..


"ليتها فراشة تحط على كتفك " قالها دون أن ينظر إلى كتفي ودون أن يشعر بالنار التي خلفتها لمسته...


لم تكن نارا كالتي اقتحمت كلي اليوم، لكنها كانت نارا لذيذة تدغدغني بدفء ومع ذلك خشيت على كفيه الاحتراق لو أمستا فراشتين...


كيف تنحني كل تلك النيران أمام قلبه ؟ وكيف تولد منه ذات النيران ؟


ما تزال رائحة نظراته تغزوني بحنان، وما يزال صوته يجمد كل العالم من حولي رغم النيران التي لم تمس شيئا مني إلا وصهرته.. أتراه ضد الانصهار ذلك الصوت التي أحببت بكل رجولته وحنانه وصخبه؟


ها هو القرب يموت قاصرا دون بلوغه سن النضج في قانون الألم، هل هو فائض الحب من قتل القرب بيننا ؟


بعد كل تلك الأشواط وذاك السعي بين النار والجمود أقف معتنقة أحرفه دون أن أجد إليَّ سبيلا ...