الثلاثاء، 18 أكتوبر 2011

ومبكرٌ هذا الرحيل عليك

في هذا الليل القارس الغربة، أتذكر حضنك، يدثر وقتي بالمحبة والحنان ،،


أشتاق ابتسامتك التي كلما رسمتها عنوة - محاولا اخفاء ما يعتريك من ألم - شعرتُ بغصة لأنك ما تزال تكابر وتحاول ألا تقحمني في آلامك التي كانت تتجدد بشكل مستمر، وكأنك على موعد معها في كل شاردة وورادة..


أحمل نفسي خائرة القوى، مثقلة بذاكرة لم تُؤَثَّث إلا بك لكثرة ما حملتها من جنونك الذي لم يعرفه غيري، وحبك الذي ما استطعمه سواي، وروحك التي سكنتني وما تزال تلملم أدمعي كلما تناثرت رغما عني.


أحاول إحصاء عدد المرات التي ضحكت فيها ملئ صدقي مذ رحلت ، لكنني أتعثر بواقع لم يعد يغريني على المواصلة في محاكاته لولا الملاكين الذين تركتهما لي، يحرسان ابتسامتي كي لا تنطفئ..


يشبهانك تماما لكنني آمل ألا يشبهانك في قسوتك على نفسك، وبراعتك في إخفاء حزنك الذي أكْتَشِفُه في كل مرة، فتبدي استغرابك من حدسي الذي لم يخطئ أبدا معك..


حين أرى قيس أمامي يبتسم أو يتقمص شخصية رجل البيت ببراءة، أبكيك في قرارة نفسي كثيرا وأتذكرك حين قلت إنك حملت الهم والمسؤولية صغيرا بعد كل الأحداث المؤلمة التي ألمّت بأسرتك مذ صغر سنك.


أتذكر رغبتك في عدم تحميل قيس ما احتملت، وخوفك عليّ حتى من النسيم حين يشتد..


أعود لرسائلك التي تملئ هواتفي والتي لا أحتفظ بغيرها أبدا، ما عدا رسائل خبر وفاتك من الجمعيات التي كنت عضوا بها.. 


أقرأ رسائلك، ابتسم تارة، وأغرق في دموعي تارات ..


أغمض عينيّ،، أراك قربي تداعب شَعري الذي تعشق ، وتقرأ شِعري التي طالما كتبه إليك، وكنت أول من يقرأه..


أعود أدراجي للهواتف القديمة التي خبأتها ولم أكن أعرف انني لم أبعها أو أتخلص منها كي تكون لي زادا في مثل هذه الظروف، فأجدك وقد كتبت لي كل ما يقويني الآن، وكأنك تريد ألا أحتاج إلى مشاعر سواك، في هذه الأوقات العصيبة التي تمر عليّ.. 


كنت تكتب لي في الصباح حبا وشوقا، وفي الظهر حنانا وشوقا، وفي المساء قلقا علي حين يأخذني العمل منك،،


تسألني عن كل صغيرة وكبيرة، ولم تغفل يوما هذا السؤال،، وتحاول لملمتي ما إن تشعر بي وقد فقدت اتزاني لأي حزن أو قلق أو ألم  لم تسببه لي ..


أبتسم،، أقلب بطاقات المعايدة التي اهدتنيها في كل مناسبة والتي غالبا ما كان محمد حداد هو من يخطها بعدما تملي عليه ما يكتب، وأهمس لك: أشتاق كلماتك بصوتك الذي لا يغيب عني..!


ألملم روحي التي عادت من رحلتها للقائك، أمسح أدمعي، لأعود بقوتي المزعومة، كي أحبك أكثر،، وأفتقدك أكثر..



هناك تعليق واحد:

  1. مررت بأحرفكم أستاذتي الكريمة ، فانتابتني حالة لست أدري ما هي ، لكنها تنتمي إلى تلك الحروف التي سطرتها هنا ..
    لست أدري ، أأعجب من صبرك ، أم من وفائك ؟
    هكذا هو الحب الحقيقي يتخطى حدود الأمكنة والأزمنة ، لا يحول بينه سفر مؤقت أو سفر دائم ..

    وهبك ربي خضوعا له ، وألهمك الصبر والسلوان ..

    ردحذف