السبت، 11 أكتوبر 2008

هل من معهد دراسات عليا للموسيقى



الموسيقى.. تلك الزهرة التي تنشر عبيرها في الأجواء، والتي بها تتجاور مع المحبة، وتنصت لها شرفات الملوك..
تتبارى الأنامل من أجل نسجها وتنحني لها الآذان إجلالا..
لا زالت تتغافل عن رعايتها الأعين الرسمية، ولا زالت تقبع في آلاتها متخوفة من رجال الدين حينا ومن الأهالي الذين يرفضونها حينا ومن أولي الامر الماسكين بزمام العقول أحيانا أخرى.
تستجدي لطفا من صاحب، وسلما من عدو..
هاهو الموسيقي ما إن يفكر في اكمال دراساته الجامعية في المجال الذي يحبه حتى يضطر للملمة ذكرياته وأشلائه في حقيبة سفره، متجها لبلاد تحتضنه وتحتضن موهبته حاملا في قلبه – أحيانا- دمعة تراوغ فرحته بتحقيق جزء من أحلامه، فنحن لا نمتلك معهدا موسيقيا يرعى الدراسات العليا رغم بح أصوات الموسيقيين والمهتمين المطالبين بانشاء مثل هذا المعهد، ففي أغلب المحافل التي يفتح فيها ملف الموسيقى تفتح معه هذه السيرة، ولا من سامع أو مجيب..

هذا إلى جانب المعاهد التي تقدم دورات تعليمية للمبتدئين أو من أراد تعلم الجديد والتي دائما ما تكون أهلية وتغلق بعد فترة قصيرة اللهم إلا من أراد لها الله البقاء كالمعهد الكلاسيكي الذي فتح منذ الثمانينيات ولا يزال يعاند الموت حتى اليوم ومعهد البحرين للموسيقى، ومعهد بتهوفن، ولكن تبقى هذه المعاهد مقتصرة على الدورات التدريبية وتنمية المواهب، ولا تعطي شهادات عليا.

وإذا تعذر وجود مثل هذا المعهد الرسمي للتعليم لعالي الخاص بالموسيقى والذي يوجد في العديد من الدول كالكويت أو مصر مثلا، ألا يمكن إدراج تخصص الموسيقى ضمن الجامعات الأهلية العديدة المفتوحة مؤخرا في البلاد أو حتى في جامعة البحرين التي تفتح بين الفترة والأخرى تخصصا جديدا يتماشى وسوق الطلب ؟

هل سيبقى الأمل محصورا على معاهد قليلة أهلية لتربية أجيال موسيقية تسقيها فنا ساميا نبيلا يحمل من الرسالات ما لم يستطع حمله العديد من الفنون الأخرى، وتخلق محترفين قادرين على منافسة أقرانهم في الدول الأخرى ؟

وماذا لو أنشأت لدينا المعاهد الرسمية التي تحتضن الراغبين في الدراسة، هل ستكون النظرة للموسيقى هي ذاتها التي تتناقل اليوم ؟

وهل المسئولون لا يعرفون أم هم لا يقدرون الدور السامي الذي تقدمه الموسيقى في رفع الذوق العام وإيصال الرسائل النبيلة للبشرية التي لم تعد تسمع إلا أخبار الدمار والحروب ؟

إلى متى سيبقى لزاما على من يريد دراسة هذا العلم الراقي أن يتغرب كي يحصل على مناه أو يتنازل عن أمله بسبب عدم قدرته على السفر لفقر أو عدم قدرة على تحمل نيران الغربة المؤذية ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق