الأربعاء، 8 أكتوبر 2008

الترجمة بين الآمال والمعوقات



بعد صدور الأنطلوجيا الشعرية "اللؤلؤ وأحلام المحار" التي جمعها وترجمها الشاعر عبد الحميد القائد نهاية العام الماضي، اتسعت دائرة الطموح في مجال الترجمة لدى العديد من الشعراء والكتاب في مختلف الاتجاهات، وعلا صوت المطالبين بتبني رسمي واضح لمشاريع الترجمة؛ فقد صدرت هذه الأنطلوجيا بعد العديد من سنوات القحط والجدب في هذه المساحة، لتكون الوحيدة في مجال ترجمة المحلي إلى العالمي.
لا أحد يستطيع إنكار الدور البارز للعديد من المترجمين المحليين فهناك العديد من المحاولات الجاهدة في مختلف المجالات الأدبية والشعرية والفكرية والسياسية والفنية، لكنها لا تتعدى ترجمة الأجنبي إلى العربية ونشرها في الصحافة المحلية، عدا القليل من الكتب التي طبعتها وزارة الإعلام من خلال مشاريع النشر المشترك أو من خلال مشاريع كتب البحرين الثقافية أو محاولات متفرقة هناك وهناك.
وإذا ما قارنا أنفسنا في المملكة بالدول المجاورة فإن الهم يطالنا بشكل أكبر والحسرة الممزوجة بالتمني تجتاح آمالنا، فمشاريع المركز القومي للترجمة في مصر ومجمع اللغة العربية في الإمارات العربية المتحدة والمجلس الوطني للثقافة والفنون في الكويت والعديد العديد من الجهات الرسمية العربية والخليجية، تجعلنا نسعد بوجود مثل هذه المشاريع والحسرة تأكل قلوبنا على افتقادنا لمثلها في مملكة صغيرة تضم العديد من الكتاب الذين يستعان بهم وبأوراقهم الثقافية في العديد من الدول العربية والعالمية.
وهنا لا نستطيع الشك ولو لوهلة بأن المسئولين لا يعون أهمية ترجمة المحلي إلى العالمي، فهم أنفسهم يتحدثون عن أهمية وصول الكاتب البحريني لنطاق ما بعد المحلي من خلال المشاركات الخارجية التي يدفعون باتجاهها، ومن خلال دعمهم المستمر بتوفير التذاكر ومصاريف سفر العديد من الأسماء لحضور المؤتمرات والأنشطة الثقافية المختلفة.
إذا وجد مثل هذا الإيمان، وإذا وجد مشروع كمشروع النشر المشترك، فلم لا يوجد مشروع موازي لترجمة ما يصدر في هذا المشروع إلى اللغات الأخرى عن طريق التعاون مع إحدى دور النشر العالمية كما تم التعاون مع دور النشر العربية بغرض النشر في البلدان العربية التي باتت تعرف كتابنا جيدا أو لأقل بعض كتابنا ومبدعينا؟
وأنا بقولي هذا لا أقصد – بالطبع - أن يتم إيقاف مشروع النشر المشترك، بل قصدي هو توسيع دائرته إلى العالمي أيضا ولا ضير من التعاون مع مترجمينا المحليين ومن ثم عرض ما ترجموا على المختصين كما حدث مع أنطلوجيا اللؤلؤ وأحلام المحار.
لم لا تقوم أسرة الأدباء والكتاب - على سبيل المثال - باعتبارها الجهة التي من المفترض أن تضم الكتاب، بالتنسيق مع وزارة الإعلام من أجل تبني مشروع رسمي يخدم الترجمة في البحرين؟ فقد سمعنا عن نيتها بعمل أنطلوجيا سردية بحرينية باللغة الفارسية، فلم لا يتم التعاون مع الوزارة من أجل تمويل هذا المشروع ونشره في الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟
لم لا يصدر قرار رسمي، لما طال سمعه عن نية الوزارة بنشر أنطلوجيا للسرد البحريني باللغة الانجليزية منذ زمن طويل خصوصا وأن المترجمة موجودة ومستعدة وقد أبلغتهم باستعدادها هذا؟
لِمَ نضع الخطط والاستراتيجيات دون تفعيلها بتوقيع رسمي يتبناها ولا يتملص منها حتى نكون أكثر أمنا على أصوات كتابنا وتوصيلها للعالمي من خلال دور نشر محترمة ومعروفة، ودون أن نشغل مبدعينا بالتكلفة المادية لهذه المشاريع، في حال مولتها الجهات الرسمية؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق