عندما قال السيناريست فريد رمضان " لا مشكلة لدي في كتابة رواية، فالأفكار موجودة وكثيرة، لكنني أردت أن يكون نص حكاية بحرينية سيناريو لفيلم بحريني، رغم إصرار العديد من الأصدقاء على إعادة كتابته ليكون رواية"، طرح لغماً في وجه المعنيين بالأمر دون أن يعني ذلك أو ربما عني ولم يشئ التصريح!
فكم جميل أن يصر كاتب على كتابة سيناريو فيلم بحريني رغم علمه أن لا وجود لمخرجي أفلام إلا ما يمكن عده على نصف أصابع اليد الواحد ( وأعني بالنصف ما أعني )، هذا إلى جانب عدم وجود صناعة بحرينية للأفلام تتناسب مع عدد الكوادر التمثيلية البحرينية الرائعة التي بإمكانها ضخ العديد من الأفلام البحرينية الجميلة في السوق العربية لما تمتلكه من إبداع في التمثيل، أن يصر كاتب على كتابة سيناريو رغم علمه التام أنه لن يرى النور قريبا وربما لن يراه أبدا فهذا دليل على وجود الرغبة الجادة لهذه الصناعة التي تندر في الخليج العربي وفي البحرين خاصة.
فإذا كان كاتب السيناريو الجاد والمخرج موجودين، فلم لا تتبنى بعض الجهات الحكومية أو شركة البحرين للإنتاج السينمائي أو شركة البحرين للسينما هذه الصناعة ولو بشكل مبدئي عن طريق الاعلان المسبق في جميع وسائل الاعلان البحرينية عن فتح المجال أمام كاتب السيناريو البحريني لكتابة فكرته بمقابل مادي يحدد مسبقا – على ألا يكون أقل من المطروح حاليا في السوق الخليجية التي تطلب النصوص من بعض المبدعين البحرينيين – وبهذا نكون قد وظفنا هذه الأقلام القادرة على الكتابة وأعطيناها حقها ومنحناها الفرصة لتطوير أدواتها من خلال الاستمرار في الكتابة ووجود من يتبناها في النهاية، حتى ولو لم توجد لدينا الإمكانات الانتاجية التي من شأنها أن تنتج هذه الأفلام في الوقت الراهن، وبالتالي فإنه في حال ظهور هذه الجهات، يمكنها أن تجد ما ينتظرها من نصوص لتنطلق في مباشرة عملها، قد تبدو هذه الفكرة حلما للوهلة الأولى لقارئها ولكن لم لا نحلم علنا نجد محققا لأحلامنا كما نشاهده في السينما...!
إن تعذر تحقيق هذا الحلم لم لا تقوم وزارة الإعلام أو قطاع الثقافة بتبني مسابقة لأفضل سيناريو فيلم كما اسحدثت مؤخرا مسابقة لأفضل نص مسرحي أو كما وجدت من قبل المسابقة " المرحومة " أفضل نص غنائي وطني والتي أوقفت منذ فترة وغيرها من المسابقات المطروحة لبعض المجالات الأخرى التي تشجع الكتاب على الكتابة في هذا الحقل أو ذاك، بل لم لا نقوم بتشجيع الكتاب عن طريق تكريم كاتب سيناريو الفيلم الوحيد الذي ينتج كل ثلاث سنوات فهل سيكلف هذا الدولة الكثير؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق