السبت، 11 أكتوبر 2008

الدراما البحرينية - ولادات قيصرية 2/2



ما تزال الدراما البحرينية تحبو مقارنة بالدراما العربية، وما زالت تجهل بعض أسرار التميز واستقطاب الجمهور، فنحن نسمع بين الفترة والأخرى شيئا حول تخلفها عن بدايات التسعينات وأواخر الثمانينات، من قبل المهتمين والمتابعين من الكتاب والنقاد ومن خلال الجمهور من عامة الناس.
أتذكر إحدى الأخوات التي كانت تقول أنها تسمح لأبنائها بمشاهدة الأفلام الأجنبية لكنها تحظر عليهم مشاهدة المسلسلات المحلية والخليجية، خوفا عليهم من التأثر بما تحمله هذه المسلسلات من أفكار وعنف وألفاظ!!
وأتذكر ردود الأفعال حول أحد المسلسلات الذين عرضوا في أواخر التسعينات، خصوصا فيما يتعلق بالكلمات غير اللائقة التي كانت تستخدم فيه والتي كتبت عنها العديد من المقالات في الصحافة المحلية، ناهيك عن بعض العادات والظواهر الدخيلة على مجتمعنا المحلي والتي تعرضها هذه المسلسلات وتكررها في أغلب الأعمال، إذ انتشرت العديد من الظواهر السلبية في المجتمع نتيجة محاولة تقليد هذه الشخصية أو تلك خصوصا من قبل المراهقين والأطفال!
أعتقد أننا بدأنا في تكرار أنفسنا في هذا المجال بشكل يبعث إلى الملل، ولم نقتصر على هذا التكرار بل تعديناه إلى تكرار المسلسلات الخليجية وأفكارها أيضا وهذا ما يجعلنا بعيدين كل البعد عن الجمهور البحريني البسيط الذي لا يرى في هذه المسلسلات ما يعبر عنه.
وإذا كنا نهدف إلى حل بعض الظواهر السلبية من خلال هذا الطرح – وهذا هو مخرجنا الوحيد لتبرئة ما وقعنا فيه- فهل من المفترض أن نقوم بحلها بما هو أقبح منها؟
لقد كانت بعض المسلسلات الدينية كالكلمة الطيبة مثلا تعرض بعض الظواهر السلبية ولكنها لم تكن تبرئها أو تعذرها من خلال الطرح، ولم تكن يوما تزين ما تقوم به شخصياتها.
وأنا هنا لا أطالب بالطبع أن تتحول جل مسلسلاتنا إلى مسلسلات دينية، وإنما ذكرت هذا المثال لكي أوضح أنه بإمكاننا طرح المشاكل بصورة أكثر نضجا وقبولا.
وإذا ما تجاوزنا مسألة الظواهر السلبية سنجد الضحالة في الطرح أيضا والمماطلة في الأحداث فباستطاعتك أن تنقطع عن مشاهدة مسلسل ما لمدة 3 أيام دون أن يفوتك أكثر من حدث واحد مهم – هذا إن وجد – عوضا عن بعدنا عن واقعنا المحلي ومستوى المعيشة لدينا إلا في المسلسلات التراثية !
أنا بكل ما طرحت اليوم لا ألقي باللوم على القائمين على هذه المسلسلات فقط، بل هناك تلك النواقص في الإنتاج أيضا والتي تحدثت عنها في المقال السابق وما لها من تأثيرات سلبية عديدة على مستوى الدراما المحلية.
فمتى يحين الوقت الذي تتكاتف فيه جهود المنتجين والكتاب والمخرجين للظهور بالشكل الأليق من خلال واجهتنا الإعلامية الأولى التي تنتشر في الفضائيات انتشارا لا يمكن حده.
( الصورة أعلاه أثناء تصوير أحد المسلسلات البحرينية )

هناك تعليق واحد:

  1. عزيزتي سوسنة
    سلمت يداك وأنا أوافقك الرأي ان مسلسلاتنا بحاجة لعمليات قيصرية لكي تلد مسلسلا مهما من شأنه أن يثري ساحتنا الدرامية نحن بحاجة لمسلسل لا نخجل منه أمام أبناءنا الذين لا يفارقون هذه الشاشة التي باتت مؤذية بكل ما تعنيه الكلمة.
    ليت الجماعة يعرفون أننا نكره هذا النوع من المسلسلات.
    شكري الجزيل لك على هذه الكلمات .
    راشد

    ردحذف