الثلاثاء، 14 أكتوبر 2008

بصورته تسكن الملائكة..




من حروفه تزهر البحور

يخرج من حلمه، مشتعلا بالوقت، والحرف..
لم يشأ أن يحفظ بحورا خليلية فأسس محيطا (حداديا)، له كائناته المميزة التي تشير دائما إلى مصدرها حتى وإن لم تقرأه..
له من الزهور ما أغنى جنة الشعر، وغامر بالتفرد..
كانت وردته الأولى (البشارة) تبشيرا لجمهور الشعر بولادة شاعر بحريني من شأنه أن يعلي اسم البحرين في المحافل الدولية وكان له ما أراد.. دون أن يريد..
أغرق الشعر بأبجدية احتكرها فصار لزاما على من يريد الكتابة ألا يقع في شركها، فتأخذه فخاخ النقاد..
متعففا عن جثث العبارات...
تتكاسر على صوته حروف الله فيغمض نبضه على صورة ملاك أغضبه اكتناز أبجديته..
يسمع أنين الحديد وهو يكتشف النار فتصرخ عظامه لتكون حديدا جديدا للزمن أن يشعلها بنار الأعداد الذين يتربصون باستقامته..
يستذئب كلما اكتشف كيمياء المسافة فيعود مفؤودا لعالمه الأليف..
تضرم الوحدة خدرها في جبينه، يعكف على ( قلب الحب ) ليهديه تذكرة سفر للحرية، هو الذي كلما غادرته أسئلة الكهرباء تألق شعرا..
وانتصر
فارق ( طفولة) ليهبها حرية سرقها منه الزمن الخطأ..
أخرج رأسه من المدن الخائنة .. وثار دمه ثانيا ..
أنبت (المحمدي) في حدائق صحوته، ليرتد عن حلمه كلما استفحلت المسافات فيعود له محملا بالشوق والظمأ..
في القيامة نجا بالذبيحة من شظايا النخاسين، وانتمى لليلك فرّ من نصال الأصدقاء..
أوغل الدار بألفة الضوء فكان ( صديق القمر ) عنوانا لاكتمال الأثافي..
مشى محفورا بالوعول في هدأة القصيدة وهمس المجانين، معليا صوت الغربة في الوطن ..
كانت بلاده ساحة حربه الأولى، فأجج شهوة الأقلام وانتدبته الملكات مجنونا مشتعلا يرسمهم نورا في عزلتهن ..
كتب قبره ففرغته القبيلة لنشره فامتلأ وردا دون جسده..
للجهات التي راوغ لثغة الألم ودمعة الفراق..
هو المارق على المسافة يعالجها كلما ضن عليه الليل بغفوة..
يعتزل الأحباب كلما أثث قلبه قصيدة، ليدع الكتابة تحلم ويرجوهم ألا يوقظوها..
كل المستحيلات تنتحب وهو يتظاهر بالغفلة ، فتخطئه كثافة الغيم ويتسلل نوره للسماء..
بينه وبين الماء عين الغريب إذ يطل من غرفته، فتبهره وسائد وثيرة اعتادت على دمعه وأوهمت الذئاب بدمه ولا قميص لديه يقده من دبر..
بينه وبين الماء شهوة اللون ومذاق الغواية ..
ماء ينتفض رهبة على بياض ورقه..
لا ذات يعرف عندما يغزوه نصل القلم فيبنيها أحرفا ونقاطا..تتماثل علامات الاستفهام على أنامله فتأخذه ضراوة سحرها تاركا أسئلة دون حاجة للإجابات
خلق آلهة.. وشياطين.. وجعل بينهم عراكا مستمرا، ليتنصر الأقوى بالمحبة في اليوم السابع..
متطرفا للشعر متطرفا للغواية متطرفا للجنون
لم يشأ كتابة السهل حتى لا يهدر دمه، فيكتب الغامض ليهدر الدم..
في مجنونه راوغ اللغة فراوغته ألسن من لا يعرف براءة عينه ونبض فلبه، ليحكم عليه بالشتم والفجور وهو الذي فجر بالحب وصلى للحب..
يصول ويجول في نصوصه، يعبث بالآخرين كلما آلف بين الكذب والخيال، فترى الناس ذهولا، مطفأة قناديل بوحهم، أتراني الذي كتب؟
أتراه هذا الذي يكتب؟
تنتابك شهقة الميت عندما تعرف خطوطه الحمراء الكثيرة وهي التي ترتسم في واقعه، فيجن القاصي كما جن الداني..
يقرأ النص كما قرأ الحياة أو أقسى،
ببحة صوته تهدر العبثية التي يدعي
فتنتحب المرايا معلنة انتصار صوته وبراعة الأقنعة..
لحضوره وردة الله، تختل له البوصلة فلا ترى الغرب كلما طال الشمال...
لم يكن يوما بهذا الشكل ولا بشكل آخر..

هناك تعليق واحد:

  1. هو الذي أسس فينا "مكانا آمنا للحب" حيث "الأمير الموصوف بالحسن" يعانق سوسنته.

    ردحذف