( توفيت والدة الأستاذ محمد البنكي مساء يوم أمس الاحد الموافق 26 أكتوبر الجاري)
رائحة الموت تفوح من جنبات مبنى " صحيفة الوطن" الذي بدا خاليا، إلا من روح ترفرف اعتدنا تسميتها فيما بيننا: روح الوطن، وبعض الصحفيين المتناثرين في صمت هنا وهناك.
اليوم كان لهذه الروح معنى آخر، إذ كانت تظللنا بالمحبة والفرح حتى في أشد حالات الضيق واليأس التي تنتابنا شأننا شأن أي موظفين في أية مؤسسة أخرى، اليوم كانت تلك الروح تشذب الصمت والحزن والخوف من أول لقاء مع رئيس التحرير محمد البنكي الذي كان يكفكف ألم الكثيرين من أبناء وطننا الأصغر، بعد هذا الخبر القاصم.
كان دائما ما يسرق اللحظات من عمله المتعِب، كي يذهب إلى مسقط رأسه المحرق ليكون قرب الحضن الذي ضمه طفلا وكبيرا، وكلما تأخر عن زيارة الفقيدة، تجده مضطربا قلقا لأنه لم يعتد أن يشتاقها دون أن يراها، ليبرد نيران تلك الأشواق اللصيقة به، أينما حل.
اليوم ذهب إلى مسقط رأسه ولكن هذه المرة ليواري الحضن الذي أحب في التراب، يواريه وهو على يقين أنه لن يسكنه حين يشتاقه إلا في الحلم.
ها هو في هجير ظهيرة الاثنين وسط مقبرة المحرق وحوله لفيف ليس بالقليل من أهله وأصدقائه وأبناء " الوطن الأصغر"، صامد رغم كونه مخلوع الفؤاد، يدعو كلا باسمه ويشكره على التعزية، بعد أن أدى الواجب الذي لم يقم به مع والده – يرحمه الله – يوم وفاته بسبب ظروف مرضه التي لن تدعه ينزل جثته في رمسها، لكنه اليوم هناك، وأخاله يفكر كالطفل الذي تسافر عنه أمه: كم سيفتقد حضنها وكفيها اللتين يقبل كلما عصف به الشوق وازداد في قلبه الألم ليحصد الأمل ويفرح بقربها.
عاد الأصدقاء من المقبرة والهم بادٍ على وجوههم يتحدثون عن صمود هذا الجبل في أقسى اللحظات، الجبل الذي لم تهزه ريح أو عاصفة يوما رغم الألم الذي يكاد يفتك به اليوم.
عادوا وهم مكفنون بالوحشة والقلق من الأيام القادمة التي سينشغل بها رئيس التحرير عن الوطن ليكون في موقع العزاء ..
أعتقد أن الليلة ستجتمع في صالة الشيخ عبد الرحمن الجودر مختلف الأطياف والجنسيات والنيات لتعزية البنكي الذي لا يخلو من دمع.
إنا لله وإنا إليه راجعون..
رائحة الموت تفوح من جنبات مبنى " صحيفة الوطن" الذي بدا خاليا، إلا من روح ترفرف اعتدنا تسميتها فيما بيننا: روح الوطن، وبعض الصحفيين المتناثرين في صمت هنا وهناك.
اليوم كان لهذه الروح معنى آخر، إذ كانت تظللنا بالمحبة والفرح حتى في أشد حالات الضيق واليأس التي تنتابنا شأننا شأن أي موظفين في أية مؤسسة أخرى، اليوم كانت تلك الروح تشذب الصمت والحزن والخوف من أول لقاء مع رئيس التحرير محمد البنكي الذي كان يكفكف ألم الكثيرين من أبناء وطننا الأصغر، بعد هذا الخبر القاصم.
كان دائما ما يسرق اللحظات من عمله المتعِب، كي يذهب إلى مسقط رأسه المحرق ليكون قرب الحضن الذي ضمه طفلا وكبيرا، وكلما تأخر عن زيارة الفقيدة، تجده مضطربا قلقا لأنه لم يعتد أن يشتاقها دون أن يراها، ليبرد نيران تلك الأشواق اللصيقة به، أينما حل.
اليوم ذهب إلى مسقط رأسه ولكن هذه المرة ليواري الحضن الذي أحب في التراب، يواريه وهو على يقين أنه لن يسكنه حين يشتاقه إلا في الحلم.
ها هو في هجير ظهيرة الاثنين وسط مقبرة المحرق وحوله لفيف ليس بالقليل من أهله وأصدقائه وأبناء " الوطن الأصغر"، صامد رغم كونه مخلوع الفؤاد، يدعو كلا باسمه ويشكره على التعزية، بعد أن أدى الواجب الذي لم يقم به مع والده – يرحمه الله – يوم وفاته بسبب ظروف مرضه التي لن تدعه ينزل جثته في رمسها، لكنه اليوم هناك، وأخاله يفكر كالطفل الذي تسافر عنه أمه: كم سيفتقد حضنها وكفيها اللتين يقبل كلما عصف به الشوق وازداد في قلبه الألم ليحصد الأمل ويفرح بقربها.
عاد الأصدقاء من المقبرة والهم بادٍ على وجوههم يتحدثون عن صمود هذا الجبل في أقسى اللحظات، الجبل الذي لم تهزه ريح أو عاصفة يوما رغم الألم الذي يكاد يفتك به اليوم.
عادوا وهم مكفنون بالوحشة والقلق من الأيام القادمة التي سينشغل بها رئيس التحرير عن الوطن ليكون في موقع العزاء ..
أعتقد أن الليلة ستجتمع في صالة الشيخ عبد الرحمن الجودر مختلف الأطياف والجنسيات والنيات لتعزية البنكي الذي لا يخلو من دمع.
إنا لله وإنا إليه راجعون..