الاثنين، 16 أغسطس 2010

من دراسة بعنوان الأنثى ومرايا الشعر

كتبت: الدكتورة وجدان عبد الإله الصائغ


في مجموعة (غائب ولكن) للشاعرة سوسن دهنيم يخلق الخيال الشعري من عنونة المجموعة نصاً متاخماً يفضح توقاً في احتجاب الآخر (المذكر) (غائب) بل إننا نستشعر رغبة في الإمساك بمفاتيح تقرير مصير ذلك الآخر الغائب المحتجب طواعية لذلك استدعى العنوان أداة الاستدراك (لكن) لتعطف أفق انتظار القارئ صوب مباهج الغياب الذي تتيح للأنا الأنثوية ممارسة سلطاتها التشريعية، تأمل ما قالته الشاعرة في قصيدة (نظرية):
دائماً وأبداً
حين يتكلم الصمت
تعلن الأرض الحداد
ولما كانت (اللغة تاريخياً وواقعياً يتم التعامل معها على أنها مؤسسة ذكورية، وهي إحدى قلاع الرجل الحصينة) – على حد تعبير الناقد الدكتور عبدالله الغذامي – فإن الأنثى تقوم بنفي الآخر المذكر وتبعده عن عالمها كي تخلق لغتها الأنثوية الخاصة، لذلك فإن الصمت يأتي قرينا لاحتجابها القهري ولإقصائها الذي يحفر بعيداً في ليل التهميش النفسي والاجتماعي والأعراف الأخلاقية، ويكون كلام الصمت خرقاً فاضحاً للنسق الفحولي الذي تبارك القيم الجماعية اعتلاءه عرش الكلمة، لذا فإن النص يخلق متوازية إيحائية دانية الدلالة بين الفعلين (يتكلم / تعلن) وقد فضحت الأداة الزمنية (حين) هذا الاقتران الشرطي بين الفعلين كما أكد هذا التأويل استهلالة النص (دائماً وأبداً) لنكون في مواجهة أمكنة رحبة متربصة بخلجات الأنوثة ونبضات خافقها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق