هل يفهم الرقيب على النشر يا ترى في أية دولة مغزى أو معاني بعض كلمات الكتب التي يمنعها من التداول ؟
وإذا ما أردت أن أكون أكثر إنصافا ولا أسوق التهم " للعالمين " منهم، عليّ أن أعيد صياغة هذا السؤال ليصبح: هل يعرف الرقيب السبب الحقيقي وراء منعه لهذا الكتاب أو ذاك بعد أن يقرأ ويفهم كل الكتب التي تمر أو تنسف من تحت ختمه؟ فيعطي ذاك صكا بالأمان وهذا صكا بالحرمان؟
هل يعرف الهدف وراء هذا الإصدار وذاك، فيقوم بمنع أهداف الكتاب السامية أقصد " السامة" من النشر والبيع، خصوصا حين يكون الكتاب فكريا أو أدبيا أو فنيا ؟
وإذا ما أصدر "فرمانه " بالمنع، هل يعي تبعات منع هذا الفكر أو ذاك الأدب من التداول؟
والسؤال الأهم: هل ينكر معرفته أن ما منعه سيبقى متداولا أمام عينيه حين لا يكون جالسا على كرسيه المتعسف، المزاجي؟ وربما يكون أول من يأخذ منه نسخة وأول من يهدي أحدهم نسخته؟
ما يقودني إلى مثل تلك الأسئلة الكتب الأدبية الكثيرة التي منعت وما زالت قائمتها متواصلة في بعض الدول وفي المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص والتي كان آخرها رواية الكاتب البحريني خالد البسام "لا يوجد مصور في عنيزة" التي كانت تباع في جناح المؤسسة العربية للدراسات والنشر في معرض الكتاب بالرياض حال صدورها أقيم له حفل توقيع في ذات المعرض وبيع منها وانتشر هناك تحديدا ما يجعل الطبعة الأولى على وشك النفاذ؟
إضافة إلى ديوان الشاعر السعودي "جنيات شومان" الصادر عن دار فراديس للنشر والتوزيع قبل عام تقريبا والتي صودرت نسخه التي حاولت عبور الجسر جميعها، فضلا عن ديوان الشاعر السعودي محمد الفوز " ليل القرامطة " الذي كان اسمه سبب منعه الوحيد في نفس المملكة، والقائمة تطول جدا إذا ما أردنا حصر الكتب التي تمنع هنا وهناك!!
المضحك المبكي أن المواقع الأدبية ومواقع بيع الكتب عبر الإنترنيت تتيح لمثل هذه الكتب مساحة واسعة من الانتشار والتداول حتى داخل الدول " المانعة" والتي غالبا ما تكون مواطن الكتاب أولي الكتب الممنوعة، وما إن يمنع كتاب ما من البيع في إحدى الدول حتى يرتفع رصيده من الشراء عبر هذه المواقع وغيرها من المصادر، وكل رقيب يعرف بهذا جيدا، ويعرف تماما أن منعه لهذا الكتاب أو ذاك سيسهم في انتشاره كانتشار النار في الهشيم.
وهنا لابد لي أن أتساءل: لم تتهم الكتب الأدبية والشعرية دائما بكونها خارجة عما تتيحه الرقابة، وكلما قام كاتب أو شاعر ما بكتابة مشاعر وخيال ووجه بالتشهير والقذف وبمنع كتبه أو حرقها كما حدث مع الشاعر كريم رضي في إحدى الدول حين أحرق ديوانه "أحاديث صفية " ؟
أشكرك على موقعك وكتاباتك أختي الفاضلة .
ردحذففيما يخص داء الرقابة على الأدب في مجتمعاتنا ؛ أشاطرك الرأي سيدتي الفاضلة ،فقد صارت الكتابة رحلة قصيرة بين رصاصتين .
لا يسعني أن أقول ،الى كل المشهرين أفواه مسدساتهم في وجه الكلمة الصادقة إلا:""حسبنا الله والوطن فيكم ،وإن لله وإنا للأدب لراجعون ""
وشكراً
عزيزي صلاح الدين ،،
ردحذفشكرا لك على مرورك من مدونتي ،،
أما فيما يخص الرقابة ،،
فأنا لا أعلم لماذا تخشى الرقابة من أقلام الأحرار وكأنهم يحملون قنابل قد تفجر ما يخشون تفجيره...
أعجبني تعبيرك: حسبي الله والوطن فيكم :)
خصوصا وأن أوطاننا هي المتضررة الأولى من المنع والمقص
تحياتي