الاثنين، 30 مارس 2009

العاشرة إلا وجها




لأن الساعة الآن تشير إلى التاسعة والنصف صباحا، تجدين نفسك تتقلبين بين هذه الوجوه وتلك الأحرف، بحثا عن وجه اقترف صاحبه الرحيل في هذا اليوم - المعنون بيوم مولدك- مع سبق النصر والتمرد..
تتآلف عند بطانيات سريرك البنفسجية خيوط الشمس معلنة انكسار الضوء من تلك النافذة التي لم تعلها إلا قطرات مطر تناثر البارحة مع ذرات غبار تجمع قبل هذا الوقت بقليل، لتمحو صورته التي طالما هطلت على عينيك في مثل هذا الوقت لتربت على جرحك وتتمتم: صباح البعد..
خيوط الضوء تنكسر كما الأحاسيس التي تجول في خاطرك،
القلب ينكسر،
الحب ينكسر،
الظهر ينكسر..
وكل شيء إلى انكسار عدا الذاكرة المثقلة بالحنين..

تنظرين إلى المرآة التي تطل بخجل من ذاك الجدار، ترتبين شعرك بأصابعك تماما كما كان يحب: خصلاته الطويلة تتدلى على جانبي وجهك حتى تكاد تغطي ربعيه..
لكنك هذه المرة تضيفين ما لا يحب: دبوسا فضيا رسمت على طرفه بنفسجة، يرفع ما انسدل في النصف من خصلات لتكوني امرأة أخرى في حضرة غيابه/ صمته المضني..
المرأة التي تطل بعض ملامحها من تلك المرآة ليست أنت تماما، بدت أكثر نحولا وقلقا، بدت وكأن عمرها الربيعي ارتمى فجأة من بين سنينها، ليحط على راحتيه فيزيده بريقا لئلا يشعر بالفارق الكبير في السن، والشبه المترع في الانكسار.
الانكسار مرة أخرى يزور هذه الكلمات، لكنه هنا ليس ضيفا بل صاحب قلب..
هذا الانكسار الذي أوجد فخُلَّد، وتمادى فتماهى في وجعه الفؤاد..
يهبك مزيدا من الثرثرة فتهبينه مزيدا من الصمت،
ثرثرة ؟ كيف تثرثرين وأنت مسجونة بين جدران ذاكرة تتفنن في اصطياد تأوهاتك وتلحنها شغفا ودمعا؟
تنتبهين لشفتيك الجافتين فتصمتين، بينما الوقت ينقضي ذبيحا بين دقات ساعة خلعها معصمك البارحة،
تبحثين عن متسع من الجرح وقليل من الهذيان
والوجه لا يجيء..
الوجه لا يرتب ملامحه التي مسختها مساحيق التعتيم وشكلتها ألوان المسافة..
إلجئي لسريرك يقص عليك أحلامه، فتقدينها من صحوة كلما تعنى على يوسفك تأويلها..
الوجه لن يعود!

هناك 4 تعليقات:

  1. كيف يأتي وهو كان في عالم الرؤى مليء بالمرارة والألم ؟!

    اعتصب بكوفيته البيضاء كما اعتصبت بها العمة !

    عله يحمل هما خلفته زهرة من زهراته التي تمردت على الغصن فجرحت نفسها ، وكسرت الغصن الذي طالما حملها ولا زال ....

    لك كل التحايا !!!

    ردحذف
  2. جميل ما كُتب هنا يا سوسن !!

    ردحذف
  3. العزيز "انكسار"،
    أو اسمح لي أن اسميك " شموخا" - إن كنتَ من أتوقع - إذ لا يليق بمثلك الانكسار، وأنت الذي خلقت الزهر وأينعته، ونثرت به من أريجك ما لا يصفه قلم، فأنت من وهبه شرارة الحرف الأولى، وشرارة المحبة الأولى، وشرارة الصلة الأولى بالله ..
    لا أذاقك الله طعم انكسار.
    عزيزي..
    أعتقد أن الانكسار نخلقه بأيدينا كلما عنَّ على قلوبنا نسيان ذاك الألم الذي لم نتكاشف حوله يوما..

    شكرا جزيلا لأنك قلت شيئا مما أحببتَ قوله هنا في عالمي..

    ولكن أريد أن أقول لك أن الزهرة لا يمكنها التمرد على غصنها الذي ترعرعت به أبدا، فحياتها في جذور ذلك الغصن والماء الذي تحيا به مصدره خلاياه وكل الهواء الذي تتنفس لا يصلها إلا من أوراق ذلك الغصن.
    لذا عندما تخرج منه لتكون حياتها التي تكونها أية زهرة، لا تجرح نفسها بقدر ما تجرحها وحدتها بعيدا عن ذلك الغصن الذي طالما نظرت وتنظر إليه بشموخ وفخر واعتزاز، ولن تتحقق لها الحياة المثلى إلا بوقوف ذلك الغصن وفروعه وجذوره إلى جانبها..
    فالزهر لا يمكنه العيش إلا في ظل بيئته الطبيعية مع كل الزهرات التي أحبها وأحبته وعايشها وعايشته رغم كل الانكسارات، وتقلبات الطقس والعواصف التي أتمنى ألا تستمر أو تجيء مجددا..
    وما من زهر قطف وأودع في زهرية إلا ومات وذبل في وقت قصير ما لم يحمله غصنه ويكون إلى جانبه يمده بسبل الحياة والمحبة..
    أتمنى أن تعود أحضان الأغصان مفتوحة لزهرها، وأن تنعم تلك الزهرة بحنان ومحبة ذلك الغصن الذي بَعُد بسببها دون قصد منها أو إصرار منه.

    شكرا لمرورك من هنا .. شكرا لتواصلك .. شكرا لجمال قلبك

    ردحذف
  4. انامل خطة تلك الكلمات باحساس الماضي
    ونضرة المستقبل وندماج بالحاضر

    ولاكن كل ما تبحثين عنه في مجمل كلماتك هو الان بين يديك ويتجسد في نظرات عينيك

    ليجيب على من تكوني

    موفقه والى الامام
    تحياتي
    عبدالله

    ردحذف