الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

كائنات جمال عبد الرحيم الحجرية




إرباك يهبك مزيدا من الحرية


لم تكن الوسادة الوثيرة، التي يتوسدها مقص مزين بالشرائط متواجدة مساء الأحد الموافق 21 ديسمبر 2008، في جمعية البحرين للفنون التشكيلية، ولم يُقص شريط أحمر أمام الباب إيذانا بافتتاح معرض تشكيلي تحت رعاية أحد المسئولين في وزارة الإعلام - على الأرجح - ؛ إذ استبدلت الوسادة بباقة ورد وقبلة قدمها الروائي فريد رمضان للفنان البحريني جمال عبد الرحيم عند افتتاح معرض الأخير: طباعة وحجر، تحت رعاية الأول في سابقة تعد الأولى من نوعها في المملكة رغبةً من الفنان في إبراز مكانة المثقف وأحقيته برعاية هكذا فعاليات حسب تصريحات عبد الرحيم للصحافة عندما سئل عن الغاية من هذه الخطوة، وهذا لا يدل على عدم جدوى أو أحقية رعاية أحد المسئولين في إحدى الوزارات أو أحد الوجهاء معرضا أو فعالية ثقافية.
قدم عبد الرحيم في هذا المعرض مجموعة جديدة من أعماله التي لم تعرض من قبل في البحرين، أعمالٌ في الطباعة والحجر امتازت بجمالها وانسياب ألوانها وأطرافها.

** طباعة بين الأسود والأحمر

أعمال عبد الرحيم في الطباعة تشي بالأنامل التي حاكتها، فمنذ الألوان التي عُرِفَتْ بها تجاربه في الطباعة، وحتى أدواته وحبكات خطوطه ونقاطه التي تميز بها، تنبئ عن خالقها فور النظر إليها؛ إذ صارت لمساته واضحة المعالم لكل من يتابع تجربته.
النقطة عند عبد الرحيم مركز وعمق، يضعها في زوايا أعماله تارة فتتجلى مركزا، وينثرها في لب أعماله تارة أخرى فترتسم عمقا.
أحمره القاني دم يفض بكارة اللوحة، وأسوده المحبب سيد يستهجن دونه من الألوان ليسطر على المساحة المأخوذة به، فيحيل كائناته البشرية كائنات مموهة الملامح، لا زوايا لها ولا أطراف، ضربات الريشة لديه تتناثر لتخرج من إطارها مكونة شرنقات عصية على التكرار، صعبة الرصد.


** الحجر لعبة مُرَوَّضَة..

للحجر مكانه الأثير لدى عبد الرحيم، فهو الصعب الذي لا يستهان به، وهو الطفل الذي تحتار في التعامل معه بين الرقة والقسوة، يجب أن تداعب أطرافه عندما تشرع في ترتيبها بينما الازميل ينحت الشكل كي يربي ملامحه.
كائناته الحجرية أخضعت الأعين التي لاحقتها، فقد كانت مفاجأة المعرض التي قدمها عبد الرحيم بكل تألق، طيوره التسعة المتشابهة الألوان المختلفة في التحركات، متوجسة من قادم ربما يأخذها، تحلقت فحلقت بالمخيلة.
مريم العذراء تربكك عندما طلت من بياضها الخاطف، وهي لا زالت تلملم تقاسيم جسدها، وتحفر ثوبها الحجري، أعاد تصويرها فعرفت قبل أن يصرح كتيب المعرض باسمها.
كانت أحجار الفنان جمال عبد الرحيم كائنات تهرب لك روحا جديدة بين أحجارها، رغم خلوها من روح جديرة بزجها في الحياة.

هناك تعليقان (2):

  1. سوسنة
    اتذكر أنني حضرت هذا المعرض واعجبتني هذه الكائنات التي تحدثت عنها كثييييييييييرا
    حقا هذا الفنان مبدع وجميل لكنني أظن انه متكبر نوعا ما ومغرور
    الزائر الدائم للمدونة
    أيمن الناصر

    ردحذف
  2. عزيزي أيمن
    كنت أظن أن جمال عبد الرحيم متكبرا مغرورا حتى كدت أجزم بذلك قبل أن اعرفه عن قرب ، فوجدته بسيطا رائعا متواضعا ، ما يجعلنا نظن ذلك هو انه يتحدث عن إنجازاته أحيانا وهذا حق طبيعي فلم يحصل أي فنان بحريني على ما حصل عليه من مشاركات وعروض إلا القليل ويكفيك أنه من بين المشاركين في مزاد كريستي من بين قلة قليلة جدا من العرب .
    محبتي

    ردحذف