الأربعاء، 16 يونيو 2010

مات إذا؟



ما الذي يجعلك تخلعين كل صمودك وقراراتك في هذه اللحظة وتشرعين في كتابة: " دلَّني سببا لكي أنجو من الأخطاء" على نافذته؟
هو الذي ما برح يغتال كل جمال في روحك وقلبك ومشاعرك وحتى طموحك وصحتك؟
هل تبقى لك شيء من كل هذا الذي أعلاه يا ترى وأنت أعلنت موتهم ذات رسالة لغريب مجهول كنت ترين فيه شيئا من ذاتك؟
تعتقدين مرارا أنه رجل بلا قلب ، لكن قلبك الذي اغتال مايزال يسمي نفسه باسمه الذي ابتكرته له ذات عشق ،،
يقول اميل سيوران: " شكسبير : موعد بين وردة ومقصلة " وأقول لك: " حبيبك موعد بين مقصلة ومقصلة " فلماذا كل هذا الإصرار على الموت؟
بعد فراقكما قصصت شعرك كما يحب، لبست الملابس بالألوان التي يحب، شربت القهوة التي يحب والتي لم تجربيها من قبل، وقرأت لمن يحب، هل هذا للانتقام منه أم رغبة في تذكره في كل تفاصيلك حتى تفاصيل جسدك الذي بدوت أكثر اهتماما به من بعده؟
قلادة القلب الأبيض الذي أهداك ذات غصة، لماذا اشتريت شيئا قريبا منها على الرغم من أنك كرهتها بعد حادثة الميلاد المؤلمة ؟
تعلمين جيدا أنك كتبت تلك الكلمات وأنت لا تنتظرين ردا ولا تريدينه ، فقد كتبته لذاك الذي مات والاموات لا يعودون إلى الحياة إلا في الاحلام ، وأنت كرهت الأحلام ...
تحملين قلمك ، تطفئين الأبجورة ، تهمسين:
"ترعبني كل كلمة ، ومع ذلك كم سيلذ لي أن أنصت إلى الزهور تثرثر حول الموت "!
إذا ها أنت تعلنين موته الأبدي...

هناك تعليقان (2):

  1. جميل جدا استشهادك يمقولة سوران فقد كانت مناسبة جدا بعد تغييرها مع هذا الذي مات
    أشعر أنك يا سوسنة تستطيعين خلق وقتل وبعث كثير من الشخصيات الجميلة والمذنبة بهذا القلم الانيق
    حقا انت مبدعة تشعرينا بالافتخار لأننا نعرفك
    لك محبتي
    مريم حسن

    ردحذف
  2. عزيزتي مريم ،،
    شكرا لك ، غن سيوران هو صديقي منذ أكثر من شهر أعيد قراءته كلما انتهيت فأكتشف جمالا آخرا ،،
    وفي كل مرة أشكر المرحوم محمد البنكي لأنه عرفني إليه .
    أما الذي مات فهو يعيش بيننا في كل مكان تلفتي ستجدين الكثير منه في هذا الحياة .
    وأما الفخر الذي تشعرين به صديقتي فأرجو ألا تثقي تماما بأن احدا ما يمتلك شفافية قد ترينها في ظاهره .
    محبتي الشاسعة
    سوسنة

    ردحذف