الاثنين، 19 يناير 2009

انتماء أم تماهٍ




هل للجماعة أنا فردية ؟
هل يستطيع كل منا أن يكون أناه بكامل عبثيتها ونزقها وجنونها وتطرفها وعقلها في كل وقت؟
لو كنّا نصرح بالإجابة لاختلف الأمر من الجذور!
***

الجماعة هنا ليست بالضرورة جماعة دينية، أعنيها هنا جماعة إنسانية بالدرجة الأولى، وقد تسعى لتحويل سلوكها فيما بعد إلى سلوك ديني يتبنى أيديولوجيا شرعية قد لا تمت لشرع أصل ذاك الدين بصلة، لكنها تفرض على جميع أفرادها العمل وفق تلك الأيديولوجيا وتلك التشريعات المستحدثة والموضوعة.
***

عندما تكون: (أنت)، وسط جماعة لا تريد منك إلا أن تكون (هي)، لابد وأن تتكالب عليك اللعنات ويشرع المسئولون في تلك الجماعة بسلِّ جميع التدابير المشروعة وغير المشروعة من أجل سنِّ قوانين وفتاوى عرفية لتهميشك واستلاب حقوقك بل وأحيانا لوصفك بالخارج منها عليها..
***

إن كنت تنتمي لجماعة ما لأن ذويك انتموا إليها من قبلك، فذلك يعني أن تقبل جل ممارساتها بالضرورة وأن تظهر استحسانك ورضاك عن كل ما ترتبه وتحوكه وتؤديه، فإن أنت أظهرت إعجابك بممارسة أدتها جماعة أخرى – ليست بالضرورة منافسة – تكون قد خسرت حياة هانئة وسط جماعتك!
فما الذي يمنع من تشريع سنن تقضي بأن يكون الفرد (هو) في كل حالاته وقتما شاء، وأنى أراد؟
بل لِمَ نحتاج إلى تلك السنن ما دمنا بشرا نفكر ونختلف دون أن نسعى لمس دين أو قانون إلهي بسوء؟
***

هل يعني الانتماء تماهي المنتمي مع/ في الآخر المنتمى إليه؟
إن كان الجواب نعم، فلِمَ أسميناه انتماء ولم نكتفِ بتسميته تماهٍ؟
أمن أجل زيادة رصيد العربية كلمة؟ أم لنفتح باب التأويل ونضيف إلى تخريجات رؤوس الجماعات تخريجا جديدا من أجل عقوبة ما؟
وإن كان الجواب لا، الانتماء ليس بالضرورة تماهٍ مع وفي الآخر، فلم تُفْرَض كل هذه العقوبات وهذه السنن من أجل الوصول إلى هذا التماهي؟

هناك 7 تعليقات:

  1. تحيـــــــــاتـــــي

    (( كل راعي وكل مسؤؤل عن رعيتة))
    اعتقد انهم فهمو هذة العبارة بالمعنى الخاطئ فهناك من يرضى .. يرضخ ويمشي في نفس الخط لتسير القافلة وهناك من يخرج عن الخط الثابت اللذي وجد من قبل ان يولد حتى...
    لانه يعي من هو.. ماذا يريد .. كيف يصل .. كيف يقول كفاية......
    هــــــــــو انتماء.. للأسف ..

    ردحذف
  2. العزيز مجهول ///
    المشكلة التي نعيشها فعلا هي هذا الفهم الخاطئ لكثير من أمور الدين التي أضحت ثقلا لا تيسيرا ،،
    شكرا لمرورك من هنا ولتواصلك ،،

    ردحذف
  3. لا نملك اجابة أخرى غير تسقيط (الخوارج) و إراقة دمائهم.

    وإلا فالويل لنا والثبور متى خرجنا من عباءتنا.




    كل المنابر والمحاريب ستحاربك يا سوسنه.

    تحياتي عزيزتي .
    زينب عبدالأمير

    ردحذف
  4. عزيزيتي زينب ،،
    مرحبا بك في عالمي وأهلا بك ، سعدت لمرورك من هنا ، والأجمل أنك قلت ما أفكر به وأنا أكتب هذه الخلجات ..
    نعم فمن يقرأ قد يقول انني أريد الخروج من هذه الملة دون أن يفهم أن علينا أن نحارب هذه الدعوة إلى التماهي ونسيان الذات وسط الجماعة أية جماعة ..
    محبتي
    لي عبور أكيد إلى مدونتك لأقرأ نبضك .

    ردحذف
  5. عزيزتي سوسنة
    التفكير هذا جميل ولكن ما تعتقدين أننا في مجتمع يرفض حتى التصريح بما كتبتين ؟
    اعتقد انك كما اخبرتين زينب التي علقت انكم خوارج سيسفكون دمك لانك تريدين الخروج منهم ولكن افعلي ما تريدين لان قلمك يقول انك عندك شخصية قوية تستطيعين ان تبوحين بما تريدين
    شكرا لكي كثيرا
    ريم

    ردحذف
  6. ما أروع الموت ضريبة العيش فردا. ما أروع الفرد!
    شكرا ياسوسنوف :-)

    ردحذف
  7. العزيز صاحب المداس الأعظم حسين ،،
    شكرا لأنك عست بمداسك المعظم أرض مملكتي :)
    أقول للفرد : هوريييييييييييه

    ردحذف