النسيان ترياق لا يجيء عندما ننشده،
بينما هو الأول حضورا حينما لا نشعر برغبتنا به..
نحن في المهب تأخذنا نيران الكلمات إلى حيث الذاكرة
نغامر كي ننسى ولا تسعفنا الأماكن، فنجد في الروح متسعا للتذكر..
***
الأماكن تأخذنا إلى من لا نريد تذكرهم، كلما مررنا بها،
والشوارع لا تتذكر سوى "استيقاظة من حضن علني"
غررت بالوقت - ذات تسكع - فانتبه..
ليعلن أن الوصل قد أفل..
***
بين طبقات القرب "العليا والأرضية"،
اتشحت الأرواح بتألق لم يُلْحَظ قبل أوان الرحيل
هناك في الزاوية الأخيرة:
كانت قطرات الشراب تخجل من الكأس الفارعة في الدفء
كلما حملتها نداها باردا..
***
كل الأحلام ترتجيهم، والواقع دونهم مس من وله
هم البياض الذي ارتسم قرب الموج حضنا ذات شتاء
هم الغربة التي باتت وهما ذات حقيقة..
***
كلما نهض الورد من حروفهم، تناثرت الذكرى أدمعا..
هل تنتهي هذي الحكاية وينتصر النسيان؟
***
النسيان قد يجيء ولكن عندما نصبح خبرا لكان..
هو الأخير في الأذهان عندما يلف الكفن
والأول عندما يوضع شاهد القبر..